cool
cool
cool
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 

 بقلمــــــ ـــهرولة لا إرادية ـــــــــــــــــــــي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
avatar



بقلمــــــ ـــهرولة لا إرادية ـــــــــــــــــــــي Empty
مُساهمةموضوع: بقلمــــــ ـــهرولة لا إرادية ـــــــــــــــــــــي   بقلمــــــ ـــهرولة لا إرادية ـــــــــــــــــــــي Emptyالإثنين أبريل 27, 2009 4:01 pm

ولج الحي الفضي في هرولة أزت عنها أصوات شوهها الحر وسخونة الإسفلت, فدوت مأوهةً من حرارة متصاعدة في الباطن وحريق مكتسب من الأشعة العمودية القاسية.

التفتّ إلى شبحه المارق حتى اختفى.

شهقت ونفضت عن جبيني عرق أسود, ثم واصلت العمل.

كان ترصيف الطرقات في ذلك الوقت من العام مهمة لا يتحملها إلا من غرست نواته في أرض صحراوية منذ بواكير ميلاده.

تحملت العمل القاسي, ووالفته مثل السبع ومراوضه, ولا أنكر أنني أحببته,

وبت أعتز به فهو لا يتحمله إلانا.

أعادني صوت الطرق الشديد بعد صرعه شرودي لأسوي هيكل الأحجرة الجيرية الممزوجة بالزفت في الجزء المتبقي من الطريق.

حركت الأحجار المفتتة ودحرجتها لتكون فراشا مسوى بإتقان مفرط.

شعرت كلما دحرجتها أنني واحد منها, متمرغ في أحضانها الحارقة,

وقد كنت ملفحا من جميع الإتجاهات بالحرارة, فوجهي جمرة وباقي جسدي بركان يصرخ,

لذا رأيتني حجارة كالشمس والأرض المحجرة كجهنم, ولن يزيد تمرغي في أحضانها إلا لهيبا ونيرانا.

مرت ساعات..و أوشك العمل على الإنتهاء.

لفتني إليه ثانية أثناء هرولته. ظل ناظري يتبعه إلى أن غرب.

‘‘لمَ كان يجري؟‘‘

علق بذهني السؤال ولم يتركني وحالي إلا عند مضي في لغط النوم.

استيقظت باكرا, وكعادتي ذهبت لرؤية الشروق وتنفسات الصباح.

تأملت السماء ولوحت للطير السابح في الملكوت وأنا ما بين الإنتعاشة ونفحة برد.

لم يكن الجو بالبرد القارص في الصباح لكنني كنت غير مرتدي سروالي العلوي.

تمادت لحظات التأمل وتماديت معها في التخيل, فتبخرت روحي وسبحت في الهواء حتى بلغت الأفق وهنالك أحسست بقوة عظيمة توصدها فانكمش شتاتها الطليق وكونت سحابة أمطرت قطرة واحدة سقطت داخل فمي فعدت للأرض من جديد.

مر الوقت سريعا وحان موعد ذهابي للعمل.

كان الحر شديد, والمعاول تستغيث.

فصرخ معولي من قوة قبضتي وهول الحر والطرق الشديد,

ولم يهبه استراحة إلا ذلك الشخص المهرول الذي لفتني إليه وثبت ناظري عليه حتى اختفى.

خفت أن يداهمني السؤال فلا أنعم بالراحة, لذا تركت المعول وهرولت دون عمد إلى أين.

وصلت لدرجة بائسة من اليأس أن أجده, يأس وصلت إليه بعد عناء بحث استمر قرابة ستة ساعات.

أدرت وجهي للعودة, وأنا أفكر في العمل وماذا سيحدث.

‘‘هل سأجزى أم سيتفهم موقفي رئيسي؟‘‘

تساءلت طويلا, فكل خطوة أخطوها يتدافع لرأسي كم لا نهائي من التوتر.

لم يتبقى من وقت العمل سوى ساعتين, و دخلت الشمس في طورها الأخير تمهيدا للغروب.

‘‘سيكون الجزاء كبيرا. إن حققت شيئا من الاطمئنان لهدئ الأمر لكن ليس هنالك سوى الجزاء ومداهمة الظنون‘‘

ظلت الهمهمات تبدد عقلي وتكيل كاهلي وتفضح شعوري بالقلق حتى وصلت لمقر عملي وهناك كانت الطائمة الكبرى

من الدهشة وانتفاخ علامة الإستفهام.

‘‘أين!, أين!, أين‘‘

ظللت أرددها وأنا أمسك المعاول الملقاة فوق المسرح وأعاينها.

إنها بالفعل المعاول لكن أين رئيسي وزملائي, إنه فعلا المقر لكنه فارغ إلا من الحرارة وصخب المعاول.

جلست فوق اللهيب دون الشعور بالحرارة تلك المرة, فقد سرق احساسي الحيرة.

مرت ساعة ونصف, ولفت نظري صوت الأقدام المهرولة.

لم أتقاعص وأقتنع بمتابعة شبحه إلى أن يختفي تلك المرة, بل هممت وأمسكت بتلابيبه.

كان يرتجف في يدي, وعندما بحلقت في عينيه وجدتهما غريبتين منفرتين, كان يلتهمهما الصمت وشيء من الخوف.

أهالني منظره ومنظري, لن أتركه إلا عندما يوضح لي ماذا يحدث؟.

كانت قبضتي قوية فضلا عن عملي الشاق لذا أحسست بأن رقبته تعصر ووجهه يشحب.

‘‘أأتركه أم.. ؟.‘‘

هكذا ظللت أتابع في عينيه الخوف المسيطر علينا.

بعد وهلة..أظنه عطف على حالي ولامس كتفي وقال: تعال معي جريا, لأنه لا يمكنني الوقوف أكثر من ذلك كي لا أموت.

هرولنا بسرعة شاهقة إلى أن وصلنا لمجرى الزمن.

انبعث من المجرى ضوء اخترقني, فعلمت ان الزمن يهرول ولا يتوقف أبدا.

وهممت في الهرولة بشعور لا إرادي عبر الطريق الطويل إلى أن أنزويت في طريق ينحدر لأسفل ولاحظت وأنا أهرول رئيسي وزملائي على بعد مني.

كان الجميع يهرول وكنت معهم.

أظنهم يشعرون مثلي بكل شيء لكن الهرولة هرولة لا إرادية.

وصرنا كل يوم نمر من أمام مقر عملنا مهرولين إلى ما قبيل المغيب ثم نعود مهرولين إلى حيث مالا نهاية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
raouf
عضو كسول
عضو كسول
raouf


ذكر عدد الرسائل : 233
العمل/الترفيه : كرة القدم
المزاج : ظريف
نقاط : 442
تاريخ التسجيل : 06/03/2009

AKKAKKA
FHGFDHDF: 2

بقلمــــــ ـــهرولة لا إرادية ـــــــــــــــــــــي Empty
مُساهمةموضوع: رد: بقلمــــــ ـــهرولة لا إرادية ـــــــــــــــــــــي   بقلمــــــ ـــهرولة لا إرادية ـــــــــــــــــــــي Emptyالثلاثاء أبريل 28, 2009 10:22 pm

mlih
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بقلمــــــ ـــهرولة لا إرادية ـــــــــــــــــــــي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
cool :: منتدى التسلية :: منتدى الحكايات-
انتقل الى: