cool
cool
cool
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 

 أيّ روائي أو قصّاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النّص (3)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
avatar



أيّ روائي أو قصّاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النّص (3) Empty
مُساهمةموضوع: أيّ روائي أو قصّاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النّص (3)   أيّ روائي أو قصّاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النّص (3) Emptyالثلاثاء أبريل 28, 2009 11:54 pm

ينتهي أغلب أبطالك إلى الفشل والخذلان لِمَ كل هذا الإصرار على هذه النهايات وهل هو تشريع لها؟

- هل انتهت مليحة إلى الفشل؟ ألم تقاوم أشرس ظروف السكن والخصاصة والاستغلال ومع ذلك تخطت كل العقبات وحصلت على شهادتها.

وكذلك كريمة الحوت في «قنديل باب المدينة» وعزيزة في رواية «امرأة يغتالها الذئب».

كل الشخصيات أو أغلبهن كادحات متحملات لعبء أقدارهن، أما الفشل والإحباط فهما نتيجة النضال والإصرار على المواجهة والتشبث بالقيم والسعي لإثبات الذات والاستقلال عن الآخرين.

إن إرادة التحدّي لدى الشخصية تؤدي إلى إحباطات وهزائم ظرفية وحتى النهايات في الروايات ما هي الا مرحلة في سلسلة مراحل تقطعها الشخصية.. إن نهايات رواياتي أغلبها مفتوحة وليست مغلقة.

توتر العلاقات إلى حد الجريمة

* تعتمد على التصوير الكاريكاتوري الماسخ لشخصيات رواياتك وتربط بينهم كلهم تقريبا بعلاقات متوترة مبنية على المصلحة فبأي عين تنظر إلى المجتمع التونسي؟

- ذلك هو المجتمع وتلك هي حقيقة ما يجري بين الناس، المجتمع نتيجة التطور في بعض الجوانب أصبح محكوما بالسلوك المادي، الروحانيات لم يعد لها مكان الا قليلا... المجتمع يتطور واللهفة على «المادة» تزداد شراسة.

إنّ هذا لا يعني أنّ المجتمع خلا من القيم، ومن نقاط الضوء، ومن الأمل، ومن مظاهر السعادة، المجتمع مهما تطور يظل حاملا في ثناياه المظاهر المختلفة والحالات المتعددة إلاّ أنّ جانبا قد يطغى على آخر...

ولعل استقطب انتباهي ككاتب ولعل ملاحظاتي وما شاهدت وما اختزنت من أحداث وملامح لأناس في أوج الصراع من أجل النفوذ والتسلط والحصول على لقمة العيش وتأمين الحياة يؤدي كله إلى هذه الطريقة في تقديم الشخصيات وتصويرها كاريكاتوريا.

وإذا ما كانت هذه الشخصيات موسومة بالتوتر في العلاقات إلى حد الجريمة فلأنّ المصالح المادية قد سيطرت على السلوك.. وهذا أيضا مظهر من مظاهر تطور المجتمع وانهيار بعض القيم لديه.

* رواياتك وثائق اجتماعية متجزئة من حياة الناس لها مذاق موجع وفيها وخز للضمير ودعوة إلى الإصلاح فهل أنت مصلح اجتماعي؟

- أنا كاتب روايات وقصص وبعض الأنواع الأخرى ذات المنحى الإبداعي لم يتطرق إلى ذهني أبدا، أن أصبح مصلحا اجتماعيا، وإن كان لي رأي في ما يجري في المجتمع فلأنني أحد أفراده ولأنني من المنتبهين إلى حد العذاب والاحتراق إلى ما يجري في ثناياه.

أنا من الذين يتأملون جيدا ملامح الناس وهم يسيرون في الشارع، وهم جالسون في المقاهي يدخنون الشيشة أو يلعبون الورق أو يعلقون على المباريات الرياضية. ومن خلال الملامح المتشنجة والحوار الحاد الذي يتحول إلى تشابك بالأيدي أجمع مادة الكتابة...

أنا من المتأملين بانتباه شديد إلى المباني وأرصفة الطرقات والساحات والمغازات والدكاكين، والبيوت في الأحياء الفقيرة.. أنا مسكون بهاجس النظر إلى الناس والأشياء والبحث عن الروابط التي تربط الجميع.

أما متنقل دائما بالنظر والإحساس بين الأثرياء والمتنفذين والفقراء والمعدمين باحثا دون كلل عن الأسباب التي تؤدي إلى صعود هذا وإلى تردي ذلك - آه لو كنت مصلحا اجتماعيا لفعلت أشياء كثيرة يعجز عنها الفعل الأدبي. أليس دور الأدب محدودا وضيقا يكاد يكون لا شيء.

يبدو لي أحيانا أن الأديب شبيه جدّا بالكاراكوز، أو هكذا ينظر إليه المجتمع، فهو مثير للشفقة أحيانا وللضحك وللتهكم والسخرية أحيانا أخرى، الأدب في عصر المادة، مهما كان قيما ورائعا يسبّب لصاحبه أذى لا حدّ له.. ولن أبالغ ان قلت احتقارا..

هل أستطيع أنا بكل ما كتبت، أن أحظى بمقابلة رئيس مؤسسة تشرق على الإبداع والفن إذا كانت لي حاجة في مقابلته. أبدا لن يأتي ذلك.. لكنني لو تحولت إلى تاجر أو سمسار أو منافق ولدي نفوذ مالي لاستطعت ذلك بسهولة.

الأديب أقل حظا من أي عامل في المجتمع

أنا أديب وهذا قدري، والأديب أقل حظا من أي عامل في المجتمع، لذلك فأنت تعطيني وساما عندما ترفعيني إلى مستوى المصلح الاجتماعي، هنالك واحد فقط أعلم جيدا أنه يقدر الأديب حق قدره.. إنه رئيس الدولة لكن الآخرين تمردوا وكفروا بالإبداع ودوره..

* المجتمع التونسي في رواياتك في القرية كما في المدينة بغاء.. انعدام للأخلاق.. تجاوز للقانون.. إجرام وعلاقات مصلحية ظلم واستبداد واستغلال للجاه.. وماذا أيضا؟

- الجانب الآخر من المجتمع في رواياتي يمثل الإصرار لدى الشخصيات على بلوغ شاطئ الأمان أو النجاة.. الشخصيات المضادة في رواياتي تسعى وراء تحقيق أحلامها من أجل الخروج من بيت الطاعة لتصنع قدرها بنفسها.. انظري «قمرة وخديجة» في رواية «ساحة الطرميل».. انظري غانم في رواية «صاحبة الجلالة» وانظري أحمد في رواية «الزيتون لا يموت».

أنا لا أتجنّى على المجتمع ببناء مجتمع خاص أوهم القارئ بأنه المجتمع الحقيقي.. إنني أنطلق من قلب الأحداث التي نعيشها جميعا.

وإنني لواحد من أهل هذا المجتمع ذي الوجوه المتعددة مجتمع أريده حرا، متطوّرا، مملوءا بالسعادة والفرح.. فيه إمكانيات النجاح لكل واحد منا تسوده المحبة ويحكمه العدل.

لم أجد إشكالا من القارئ العادي

* تناولت في رواية «حي باب سويقة» ظاهرة تفشي الشذوذ الجنسي في بعض أوساط المجتمع التونسي ولكن بطريقة مبسطة مهذبة وخاصة وهو الأهم دون وصف.. وقد تغلبت عليك الروادع الأخلاقية فهل من تعليق؟

- لم أفكر بتاتا في الروادع الأخلاقية عندما تناولت موضوع الشذوذ الجنسي.. ليس هناك حواجز في تناول أي موضوع مادام هو حقيقة أزلية ولكن ليس من خصوصية الأدب وصف الممارسات الجنسية والدخول في التفاصيل التي قد تسيء في النهاية إلى قدسية الأدب ودوره الذي قد يكون الإحاء والإثارة تاركا للقارئ مجال التخيل والتأمّل، أنا لا أفكر عن الروادع الأخلاقية لأن بعض الأدب نفسه هو رادع أخلاقي والمبتغى في الأدب هو فضح الممارسات الخاطئة في المجتمع وعندما يتم ذلك في حدود الأسلوب الفني، وضمن الحرية الأدبية فإن الرسالة تكون قد وصلت إلى القارئ.. ان كان هناك قارئ!

* في نفس هذه الرواية كان الزمان أزمنة والمكان أمكنة تبدأ من الساحة وتتفرع عبر خطوط مستقيمة ودائرية حسب الأحداث والصراعات ألا تعتقد أن في هذا مشقة على القارئ العادي وتشتيت لذهنه؟

- أطمئنك بأنني لم أجد أي إشكال مع القارئ العادي بعضهم قرأ لي وحدثني بشغف عما قرأ لكن الإشكال المطروح مع القارئ غير العادي الذي يشكو من أشياء كثيرة، من اللهجة العامية إن وجدت من طول الرواية (عدد الصفحات) من كثرة الشخصيات من عدم الانتقال مما يسمى بالواقعية إلى العجائبية والغرائبية والسريالية وأشكال أخـــــرى.

إن القارئ الشغوف بالرواية وبالقصة وبالإبداع عامة يتبع الدوائر والخطوط التي هي ساحات وأنهج وشوارع ويتفاعل معها باعتبارها تمثل حركة مستمرة في المكان والزمان، وكلما انتقلنا من مكان إلى آخر تجددت الصورة.. التي تستقطب الانتباه لدى القارئ. كما أن الصراعات الخارجية والداخلية تفرض انتقالا في المكان بدافع البحث عن الخلاص من الأزمة.

* الكومار الذهبي.. نقطة ضوء وإشعاع يحتاجها الأدباء؟

- أنا سعيد بأن أحصل للمرة الثانية على الكومار الذهبي أولاهما عن رواية «قنديل باب المدينة» والثانية عن «حي باب سويقة» وإنها لمناسبة كي أحيي كل من يقف وراء هذه الجائزة الكبيرة ويدعمها ويحافظ على استمرارها تشجيعا للحركة الروائية في تونس وللروائيين، وهذا يمثل نقطة ضوء وإشعاع نحن جميعا في أشدّ الحاجة إليها.


20:30 - 2009/04/28: تم نقل الموضوع بواسطة نسر فلسطين




أيّ روائي أو قصّاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النّص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أيّ روائي أو قصّاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النّص (3)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
cool :: منتدى التسلية :: منتدى الحكايات-
انتقل الى: