cool
cool
cool
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 

 أدب ساخر، صحافة ساخرة، والضحك ليس المطلوب............................

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
raouf
عضو كسول
عضو كسول
raouf


ذكر عدد الرسائل : 233
العمل/الترفيه : كرة القدم
المزاج : ظريف
نقاط : 442
تاريخ التسجيل : 06/03/2009

AKKAKKA
FHGFDHDF: 2

أدب ساخر، صحافة ساخرة، والضحك ليس المطلوب............................ Empty
مُساهمةموضوع: أدب ساخر، صحافة ساخرة، والضحك ليس المطلوب............................   أدب ساخر، صحافة ساخرة، والضحك ليس المطلوب............................ Emptyالسبت مارس 21, 2009 10:22 am

الناس ليس مادة للكتابة، لكن حينما يتعلق الأمر بالكتابة الساخرة فهناك مسوغات كثيرة للكاتب، يعلّق عليها أملاً بالتغيير أو التبصير بالواقع بطريقة ساخرة خفيفة. السخرية ليست هدفاً بقدر ما هو التعبير عن الآلام والأحلام وحزن الناس والأحداث، وأمور الحياة اليومية.
يعبرون عن الآلام والأحزان بطريقتهم الخاصة، ويقدمون هموم مجتمعهم على شكل ابتسامات ومفارقات، ربما لأن الانسان لا يستطيع العيش حزينا طوال الوقت، وفي عصرنا المتسارع هذا نبحث دائما وطوال الوقت عن شيء ينسي الإنسان همومه ويصُُيرها ألطف وأرق مما هي في الحقيقة.

هؤلاء الأدباء أو الصحفيون يكتبون ما لديهم باللهجة الشعبية حينا وبالفصحى حينا آخر، ولكل كاتب منهجه وطريقته التي يمتاز بها عن غيره من الكُتاب، لكن ما يشترك به كل هؤلاء هو حب الأرض والشعب ونبذ القهر والظلم.

الأدب الساخر تنطوي تحته أنواع: فهناك الشعر الساخر، القصة الساخرة والخاطرة والمقالة الصحفية الساخرة، وكلها طرائق متعددة لقول ما يشغل بال الكاتب في الحياة من حوله، ليتناول التناقضات في المجتمع، الممارسات السلبية، الأحداث والشخصيات السياسية، المشاكل الإجتماعية وحتى النفسية والمادية، وغيرها من المواضيع التي لا تنتهي.

أحمد رجب من مصر، محمد الماغوط، وزكريا تامر وشريف الراس من سوريا، إميل حبيبي ومحمود شقير من فلسطين ومن السعودية أحمد قنديل، لهؤلاء المكانة الأبرز عربياً في الكتابة الساخرة، وأسماؤهم لمعت وعرفت من خلال ما قدموه لهذا الأدب.

أردنيا، هناك محمد طُمليه، يوسف غيشان، ابراهيم جابر، أحمد أبو خليل، رسمي أبو علي ، فخري قعوار، أحمد الزعبي، عبدالهادي المجالي، وغيرهم ممن يكتبون في المجال الساخر.مؤنس الرزاز ولطفي عثمان مَلحَسْ في كتابه "دبابيس"، من الأدباء الراحلين الذين كتبوا وقدموا لنا من أروع الأعمال في هذا الأدب.

أدب ساخر أم أدب ضاحك
الفرق كبير ما بين الأدب الساخر والأدب الضاحك والمتمثل في النكات الشفوية، فغسان كنفاني وهو ممن كتبوا المقالات الساخرة التي كانت تصدر في ملحق الأنوار ضمن مجلة الصياد يقول في تعريفه للكتابة الساخرة "إن السخرية ليست تنكيتاً ساذجاً على مظاهر الأشياء، ولكنها تشبه نوعا خاصاً من التحليل العميق. إن الفارق بين النكتجي والكاتب الساخر يشابه الفارق بين الحنطور والطائرة، وإذا لم يكن للكاتب الساخر نظرية فكرية فإنه يضحى مهرجاً".

ويفرق الكاتب السوري نجم الدين السمان في مقالته "آراء، الأدب الساخر، خيط رفيع بين التهريج وإدماء الروح بين (الأدب الساخر والنكته الشفوية) فيقول "إذا كانت السخرية لمجرد إضحاك القارئ، فهناك: النكتة الشفوية، التي تقوم بهذا الفعل الانساني على أكمل وجه، وبأسرع ما يكون الإيصال ويكون التكثيف. السخرية الشفوية.. وليدة حاجة البشر إليها، وليدة ساعتها، وقد تنقضي بعد انقضاء ضحكاتها".

بنظر السمان فالسخرية في الأدب خصوصاً هي "موقف من العالم، التقاط لأبرز مفارقاته، هجاء لنقائضه، يدمي الروح في اللحظة ذاتها التي يضحك فيها الكائن البشري على ضعفه وتخاذله وخساسته وابتذاله، قبل أن يضحك بسببها على الآخرين".

فالأدب الساخر "يحصن الروح الإنسانية عن صمتها وخوفها وترددها في التعبير والتصريح وإثارة الاسئلة، حتى لكأنه آخر ملاذات الكائن من اغتيال كينونته، بل.. نافذته على قهقهة مديدة مغمسة بالألم تسُخر لتهجو الطغاة والجلادين وكتبة التقارير وقتلة الحب والجمال وضحكات الأمل" كما يقول السمان في مقالته.

الكاتب شوقي بغدادي يتحدث عن هذا المضحِك بجدية معتمة، فيقول: " إن ازدهار أدب السخرية مرتبط على ما يبدو بأجواء الكتابة المنفتحة على التنوع والاختلاف وحرية الإبداع وأنه كلما ضاقت هذه المساحة لسبب او لآخر سادت الكتابة الجادة أو تحول أدب السخرية الى ما سميناه سخرية سوداء. نحن بحاجة شديدة الى أن نضحك كما هي حاجتنا الى أن نبكي ونرقص ونلعب ونكافح ونقاوم وهذه الأنشطة المتنوعة لا تزدهر في اعتقادي في مجموعها الا بأجواء الحريات العامة والتحرر من التزمت والتعصب وهو ما نحتاج اليه الآن، قليل من الضحك في هذا المناخ العربي البائس المعتم".
السخرية بالنسبة لشوقي بغدادي هي "صمام الأمان الذي يمنع طنجرة الضغط التي أحملها فوق كتفي من الانفجار! هي وسيلتي كانسان ضعيف للتوازن في هذا العالم المليء، هي فن (الخيمياء) الذي يحول معادن الحياة اليومية الخسيسة الى معادن نفيسة! بالسخرية يتحول الالم الى ضوء والعجز الى افكار".
يوسف غيشان الذي فاز بجائزة الحسين للإبداع الصحافي في مجال المقالة الصحافية التي تشرف عليها نقابة الصحافيين الأردنيين، يعرف الكتابة الساخرة بمنظوره الخاص ليقول "كل ما أعرفه أن السخرية والضحك عمل جماعي وأنه عمل يحتاج للآخر بشكل جوهري، إنه عمل اجتماعي بالضرورة، والآخر هو الأساس في التعاطي مع السخرية. قد أميل قليلاً إلى تصديق علماء النفس الذين يدّعون بأن السخرية بشكل عام هي سلاح فردي يستخدمه الفرد للدفاع عن جبهته الداخلية ضد الخواء والجنون غير المطبق، وهي مانعة صواعق ضد الإنهيار النفسي، إذ بجسد منهك وبقلم رديء الصنع تستطيع إخفاء هشاشتك الداخلية أمام الآخرين سواء كانوا أفرادا أم جماعات. أم قوى سائدة تتحكم في مقدرات المجتمع وقراراته المصيرية".

تعرية القبح وليس امتداح الجمال هو هدف الساخر برأي يوسف غيشان ويضيف "هدفه نقد الحكومات وليس التغزل بلغاليغها، حتى لوكانت تلك اللغاليغ جميلة ومدهونة جيدا بالمساحيق السادّة للمسامات والتجعدات والضمائر. قد تكون السخرية العربية امتدادا طبيعيا ومطورا للهجاء العربي الذي انتقل من هجو الفرد إلى هجو الجماعات، وكان الرسول الكريم يحث شاعره حسان بن ثابت على هجو الأعداء وليس على نظم المدائح في زهد أو شجاعة أو عمق ايمان الصحابة".

فيوسف غيشان في لقائنا به يؤكد بأنه "يوجد أدب ساخر ومقالة ساخرة، والسخرية أسلوب لتوريط القارئ في إيصال وجهة نظر جادة، لكن إذا أردت أن تحولها إلى مقالة ذات طابع صحفي أو إلى أدب فهي قصة لها علاقة بنوع المادة، لنقل مادة سريعة لغتها بسيطة".

الكاتب الساخر أكثر حظاً
ردود الفعل التي يتلقاها الكاتب الساخر كثيرة، كيف يجدها غيشان؟

"من خلال الرسائل التي تأتيني من الانترنت والعلاقات، الكاتب الساخر محظوظ جداً، حتى لو كان كاتبا ساخرا ضعيفا مثلاً، يلقى عددا كبيرا من القراء أكثر من الكتاب الجادين، حتى لو كان بالمادة التي يطرحها ضعفاً، وذلك لأن هذه الكتابة شعبية، بها تمرد على اللغة والقوالب اللفظية وأحيانا على المفاهيم والقيم السائدة".

ومع ذلك فالكتاب الساخرين معدودين على الأصابع لكن يقول غيشان"لقد بدأوا يزدادون عدداً، ففي الأردن هناك من خمس الى ست كتاب، وهذا عدد كبير بالنسبة لعدد الشعب، وقد أتيح لهم أن يأخذوا زاوية محررة على اعتبار أنها كتابة ناقدة، بينما هناك كّتاب ليست متاحة لهم، وبالمجمل الكتاب الساخرين بالعالم نادرين وليس فقط بالعالم العربي، وبهذا الحجم المتواجد لدينا ومع نفس صغير من الحرية أدى إلى وجود من ست إلى عشر كتاب في الأردن، وهذا شيء ممتاز".

ماذا تحتاج الكتابة الساخرة؟
يقول غيشان "لا بد من وجود حس للأشياء وقدرة على التمرد والتجديد واندهاش دائم وحس نقدي وثقافة كبيرة ومتنوعة".

كاسة شاي وزيت وزعتر
لهجته القريبة من الناس توصله إليهم مباشرة، يحمل في جعبته الكثير من المفارقات الإجتماعية لينتقدها ويصفها بطريقته المتهكمه، أسلوبه الكتابي يشد القارىء البسيط له، هو حال الكاتب الساخر، وأحمد الزعبي كاتب مختص بمجتمعه الوادع البسيط، وشعبه المكتفي "بكاسة الشاي والزيت والزعتر على فطوره اليومي". ظهر منذ فترة قصيرة ككاتب مقالات ساخرة في جريدة الرأي.

ويعرّف الزعبي الأدب الساخر أنه "أعرق أسلحة البشر وألطفها فهي سلاح الفقير على الغني والضعيف على القوي وسلاح المظلوم على الظالم. النص الساخر هو الخلطة السرية بين اللغة والمفردة والحكاية الشعبية واصطياد المفارقة في المشهد والخبر والحدوته. سواء أكان هذا النص نكته شفوية أو نص ساخر مكتوب".

لماذا اخترت هذا الأدب بالذات؟
يجيب الزعبي "الأدب الساخر هو الأقرب للناس لأنه ينقل المشهد من قاع المدينة ومن المعاناة الفردية للأشخاص. الكاتب الساخر يقوم بعمل المغناطيس عندما يلتقط الاحداث البسيطة، والمشاهد غير الواضحة للعالم التي ينقلها بحرفية اكثر، الكاتب الساخر يتقاطع أيضا مع رسام الكاريكاتير بنقل المشهد بعموميته وتفاصيله الدقيقة".

استخدام الكلام العامي في المقالة الساخرة ليس أساساً، ويقول الزعبي"هو ليس أساساً لكنه يكون ضروريا أحيانا لتوصيل الفكرة؛ ففي مصر يستخدم الكاتب أحمد رجب المفردة المصرية الشعبية بشكل متوسع، على عكس الكاتب محمد الماغوط الذي يستخدم اللغة العربية الفصحى، فمن أساس تعريف الأدب الساخر أنه الخلطه السرية بين اللغة والمفردة والحكاية الشعبية".









.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أدب ساخر، صحافة ساخرة، والضحك ليس المطلوب............................
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
cool :: قسم الادب :: منتدى الادب العربي الساخر-
انتقل الى: