cool
cool
cool
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مواضيع مماثلة

 

 أيّ روائي أو قصّاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النّص (2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
avatar



أيّ روائي أو قصّاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النّص (2) Empty
مُساهمةموضوع: أيّ روائي أو قصّاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النّص (2)   أيّ روائي أو قصّاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النّص (2) Emptyالثلاثاء أبريل 28, 2009 11:46 pm

ساهمت منذ بداياتك في تطوير القصة التونسية وفي إخراجها من الكلاسيكية فماذا عن هذه الحقبة من مسيرتك الإبداعية؟

- جميلة تلك الحقبة وزاهرة ومتألقة كانت واعدة بأتمّ معنى الكلمة فيها من الحماس الفياض للأدب والرغبة في الخروج من جلباب القديم من أجل إثبات الذات، والتعبير عن تونس الجديدة التي تغيرت فيها أنماط الحياة واعتنق أهلها الأحلام الكبيرة بعد فترة الاستعمار الحالكة.

عدد غير قليل من القصاصين انخرطوا عن وعي في كتابة نصوص تتسم بالتجديد، شكلا ومضمونا وتعبر عن أحاسيس ومشاعر الآخرين، أي أنّ القصة أصبحت تعكس الهم الجماعي مبتعدة عن الذاتية والبُرْجُعَاجيّة والأنانية.

ولنادي القصة ولمؤسسيه وطريقة إدارته واحتضانه للأقلام الشابة الفضل الكبير في ازدهار القصة وتطورها، مما لفت لها الانتباه في تونس وخارجها. في أواخر الستينات أي في أوج تألّق القصة وازدهارها صدرت لي مجموعتي القصصية الأولى: «صلعاء يا حبيبتي» وأعتقد أنها حظيت باهتمام الساحة الأدبية ووسائل الاعلام تماما مثلما حظيت مجموعات قصصية أخرى لكتاب آخرين صدرت من قبلها وبعدها، ومنذ ذلك الوقت وحتى هذه الأيام ما تزال الأعمال السردية حاضرة بقوة وما تزال تجتهد من أجل التجديد ومواكبة الأعمال السردية.

إن الذي ميز تلك الفترة القصصية هو التفاف القصاصين حول بعضهم وتفتحهم على تجارب بعضهم البعض واستقبال الانتاجات الجديدة برحابة صدر وبأريحية لا مثيل لها.

* أعمالك مليئة بذاتك وتحمل خصوصيتك أنت ويحضر فيها المكان بقوة حتى يصبح بطلا فيها أو أحد أبطالها فهل من تفسير لهذا الاختيار؟

- قد يكون كذلك.. أعمالي تحمل ذاتي التي هي في نفس الوقت ذات الآخرين وهذا لا يعني أنني معجب بذاتي، إنّما أنا من الذين يسافرون في ملامح الآخرين، استقرئ همومهم وقضاياهم أتفاعل معها وأتأثر بها حتى تصبح قضيتي التي أعيشها وأعانيها، وعندما أكتب قصة أو رواية أو مسلسلا تصبح هي المرجع الأساسي الذي أستمد منه المضمون والشكل، صحيح أنّ رواية «صاحبة الجلالة» تعبر في أحد محاورها عن هم من همومي الذاتية وكذلك رواية «زقاق يأوي رجالا ونساء» لأنّني مررت في مكان ما وزمن ما بظروف غير عادية فكنت بذلك مثل أي شخص من الأشخاص الآخرين الذين يتحولون في الروايات إلى شخصيات تحمل قضايا، ومع ذلك فمن خلال هاتين الروايتين عبرت عن شرائح من المجتمع تعاني الظلم والتسلط، وتجاوز النفوذ وتخوض صراعات دامية من أجل تأمين لقمة العيش وتحقيق الأمن الاجتماعي ولم يكن ذلك سهلا..

أما الروايات الأخرى فإنّها على ما أعتقد لا تحمل همومي الذاتية، ولا سير حياتي، ولا صراعاتي الشخصية وإنّما مداراتها الآخرون، المحيطون بي المتعبون في القرية والمدينة.. الباحثون عن مكان تحت الشمس.

* رأى البعض أنّ إكثارك من الشخصيات جعلك من روّاد الأدب الديمقراطي في تونس، في حين رأى البعض الآخر أنها كثرة مفرطة قد لا تفيد الرواية بقدر ما تشتت ذهن القارئ فما رأيك في الموضوع؟

- الأدب الديمقراطي! فاجأتني هذه الكلمة وهذا التعبير.. لكن لا بأس.. الأدب الديمقراطي!

إن الاختلاف في الرأي بين الناس رحمة، وأنا لا أنزعج أبدا من رأي ضد طريقتي في الكتابة، إلاّ أنّ الأهم هو أنني لا أتبع منهجا من أجل إرضاء فريق، وإزعاج فريق آخر، أنا أضع في كل رواية شبكة من الشخصيات، عادة ما تكون متعددة وأسعى أن لا تحمل هذه الشخصيات أفكاري في السياسة والمجتمع، بل إنها تعبر حسب مستواها الاجتماعي والثقافي عن رأيها وأفضل أن تكون لها ردود أفعال خاصة بها ضد أحداث وضد مواقف تعنيها وأحاول وأنا أكتب وأتقدم في صياغة الأحداث وبناء الشخصيات، أن تكون الشخصيات مستقلة عني تماما، هل نجحت في ذلك؟.. لا أدري.

لا أرغب في التسلط على شخوصي

أقول هذا وأنا أدرك أن أي روائي أو قصاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النص، أو عبر الحوار الذي يدور بين الشخصيات.

إنني مدرك تماما أن الشخصيات هي من إبداع الكاتب وإن اختزنها في ذاته وعايشها وحمل أحزانها وتبنى صراعاتها، وكذلك فإن كل واحدة أو كل مجموعة من هذه الشخصيات مهما كانت تحمل قضية خاصة بها فإنها على ما أفهم تجسم في النهاية القضية الأساس التي تؤرق الكاتب فمثلا أحداث رواية «قنديل باب المدينة» التي تحكي فترتين من فترات تونس المستقلة وهما التجربة الاشتراكية والانفتاح الاقتصادي... إن الصراعات والإحباطات والنفوذ الإداري لدى البعض والذي عبرت عنه الشخصيات بكل حرية واستقلالية تعكس في نهاية الأمر إحباطا عاما من تجربتين اقتصاديتين واجتماعيتين مختلفتين، تحمل وزرهما عامة الناس.. على كل إذا كان الكاتب قادرا على أن يكون ديمقراطيا بحق وان يبتعد عن شخوصه ولا يثقلهم بأفكاره فإن مسألة عدد الشخوص الكثرة أو القلة تصبح ثانوية.

فأما أن يكون الروائي ديمقراطيا حقا وهذا ما أنشده وأما أن يكون متسلطا وهذا ما لا أريده لنفسي. لكن للأدب - والرواية بالخصوص - أحكامه.

* لامك البعض ممن قرأوا رواية «ملفات مليحة» على عدم تدخلك في شؤون الشخوص بحكم أخلاقي أو استنكار أو توجيه كذلك وهو الأهم على تركك للجريمة دون عقاب فما ردك على هذا الرأي؟

- إنهم يلومونني على أشياء كثيرة، ومن بين هذه الأشياء ما تفضلت بذكره..

لا أعتقد أن مهمة الرواية هي الوعظ والإرشاد خاصة بطريقة مباشرة، إن من اهتمامات الروائي هو تقديم الشخصيات التي هي نماذج من المجتمع التي تمثله، وهذه النماذج مختلفة السلوك والطباع وردود الفعل وتأتي من مستويات اجتماعية متعددة.

أترى لو أنّني توقفت أثناء سرد أحداث الرواية «ملفات مليحة» لأقول لبن عمر، أو لعبد العزيز أو حسناوي بطريقة من الطرق، أنتم نماذج فاسدة في المجتمع وعليكم تعديل سلوككم وتهذيبه.. هل سيحقق ذلك نتيجة؟ أعتقد أنني لو فعلت ذلك لخرجت من الفن الروائي إلى دائرة أخرى غير أدبية.. أما العقاب فإنه أحيانا يكون ممكنا وأحيانا لا يكون ممكنا، ألا ترين معي في حياتنا اليومية أنّ هناك أناسا يفعلون كل الأفاعيل المشينة، يمتهنون القهر والظلم والسرقة والجريمة ثم يفلتون من العقاب.

أما ما يخص الجريمة والعقاب في الرواية المذكورة فإن شخصيات عديدة نالت عقابا قاسيا جراء انحرافها الأخلاقي والإداري وعبد العزيز (أحد الأبطال الرئيسيين في الرواية) ظل طليقا دون عقاب لأنّ نفوذه أقوى من نفوذ الأشخاص الذين يحيطون به فهو نموذج الداهية والمجرم المحترف والمتصرّف الذكي في أعماله ولو نظرت حولك قليلا فستكتشفين أنّك مررت بمثل عبد العزيز مثلما مررت بأشخاص آخرين، وانتظرت أن يلقى العقاب لكن أملك قد خاب.. أن عبد العزيز حاضر في كل المجتمعات، فهل الرواية قادرة على عقابه إذا كان الآخرون المتنفذون غير راغبين في ذلك أو غير قادرين؟

* وماذا عن التيار الإباحي الذي اتهمت به في هذه الرواية بالذات؟

- أي تيار إباحي! ممارسة الجنس بطريقة غير مشروعة إلى جانب الانحراف الجنسي لدى شخصيتين في رواية «حي باب سويقة» هما داود ومصطفى الدل!

إن هذه الممارسات الخاطئة تقترن بالتخمة المادية والأنانية ومركب التفوق وهي أشياء تؤدي إلى الفساد الأخلاقي والبحث عن اللذة أينما وجدت، عندما يمتزج الحلال بالحرام وتمحي الحدود بينهما فإن الخير والشر يصبح لهما عند هذه الشخصيات وجه واحد وطعم واحد وطريق واحدة.

* المرأة في رواياتك كائن متوحش.. شريرة.. باحثة عن الثأر والانتقام.. حادة الطباع.. ملهوفة على حرية دون حدود أو هي كمليحة الشخصية المحورية في روايتك قبل الأخيرة فهل هذا هو واقع المرأة التونسية؟

- ما جاء في سؤالك لا يعكس رأيي أبدا كما لا يعكس شخصية المرأة التي أثثت رواياتي، ليست هناك امرأة متوحشة وإنما هناك امرأة تسعى وراء حقوقها التي اغتصبت منها وتصر على الدفاع عن نفسها أمام وحشية الرجل الذي أساء إليها بطريقة من الطرق.

* هناك المرأة الكادحة التي تسعى إلى اكتساب رزقها بعرق جبينها ولها إرادة التحدّي وإرادة تحقيق الحلم وإرادة الاستقلال عن التبعية للرجل من أجل ذلك ترد على العنف بالعنف. وعن الإهانة بالإهانة وعن القسوة بالقسوة.

* وهناك في رواياتي شخصية المرأة العادية التي تقوم بواجباتها المنزلية وتنتظر الرجل يعود من العمل. وتمثل هذه الشريحة صفية زوجة الناجي في رواية «قنديل باب المدينة» وأكثر النساء في رواية «عتبة الحوش» ودوجة في رواية «ملفات مليحة».

لكن الرجل فوق القانون والمرأة تحت طائلته

وإذا ما وجدت ملامح توحش لدى بعض النساء في بعض الروايات فإن أسباب ذلك تعود إلى سلوك الرجل وتجسم هذه الشريحة فطومة وشاذلية في رواية «حي باب سويقة» فقد سارتا في طريق الخطأ عندما يئستا من زوجيهما كذلك كريمة الحوت في رواية «قنديل باب المدينة» والتي تخلى عنها صاحبها الناجي بعد أن حملت منه.

لماذا نطلب من المرأة أن تظل صابرة على الأذى الذي يأتيها في كلّ حين من الرجل ولا نحاسبه عن أي منكر يأتيه في حق المرأة! لكأن الرجل فوق القانون والمرأة تحت طائلته في كل لحظة وعند كل حركة.

أقول هذا وأنا أستعرض أفواج النساء اللاتي يعملن في الحقول عبر الجمهورية.. وبعض الرجال يتحلقون حول براد الشاي أو يتعاطون لعبة الورق في المقاهي، وكذلك الطالبات إذ تأتين من كل فج عميق إلى العاصمة والمدن الأخرى يدرسن ويصارعن الظروف بأنواعها.

والمعلمات اللاتي يتم تعيينهن في مدارس الأرياف فيصبرن على التعب ويصنعن المعجزات.

أليس من حق المرأة أن تثور وتقول لا عندما يشتد عليها الخناق ويضيق!

*
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أيّ روائي أو قصّاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النّص (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أيّ روائي أو قصّاص هو بنك من الأفكار والرؤى والتفاعلات التي تلح في البروز عبر فقرات النّص (1)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
cool :: منتدى التسلية :: منتدى الحكايات-
انتقل الى: